كتب /محمد ولد أمين …في ثناياها ذكريات زواه ترشح بأنوار متقدات شبت من صميمها ريح عاتية حمقاء تمسك بكم دراعتك
ومازالت نواكشوط رغم صولات ابناء الزنا.. ورغم سعال الفجر…ونباح الكلاب السائبة..على تضوع التبغ الرديء.. مكانا جليلا
يصلح للفيوض والكشوفات العظمى..
في ثناياها ذكريات زواه ترشح بأنوار متقدات شبت من صميمها ريح عاتية حمقاء تمسك بكم دراعتك.. وتدفعك برفق لركن قصي اوتجلسك تحت ظلال سقيفة ثم تنكتب رغم انفك.. بتلاحق محموم لا يحدث الا في البقاع الطاهرات..
ساعات التجلي الأكبر.
في آخر الطريق رأيت شبح ذلك العارف بالانوار السوداء..
رايته يمارس العدو الصباحي كما كان يفعل حين كان في هذه الدنيا السافلة، وخلته يريد ان يهمس بشيء، لكنه اختفى في امواج الذين راحوا.
وهممت بتتبعه ثم تداركتني العناية الربانية فطفقت اخصف على دواخل النفس من ورق الفردوس واغطى به ثقوب الاحزان التي تتبرج عصية امامي..
نعم لكل امرء ذكريات غير فاخرة..ذكريات قبيحة وصلدة تقلقه حيا.. وتزعجه في الاثير البعيد.
قساوسة النصارى ابتدعوا للتخلص من اثقال الماضي كرسي الاعتراف..ونحن اكتفينا بالمكابرة والمناكرة والتسامي وجعلنا الاعتراف مجاهرة وقبحا فما بقى لنا سوى اللف والدوران مع أبيات الشعر الصوفي.. الحلزوني.. واللولبي..
والمنسكب في كل اتجاه.
آه..آه.. لذلك علينا ان نعترف ان نواكشوط ليست من مكفرات الذنوب..وانما هي الخطيئة والغواية المستمرة رغم المواعظ والمناشدات والابتهالات بحكم زقوميتها الراسخة في مناغاة موج البحر المتفاحش دوما في وجه الرمال الجرداء الهشة.
نعم فرغم صولات ابناء الزنا..ورغم سعال الفجر المخلوط بالبصاق الاحمر..ورغم نباح الكلاب.. وغمامات التبغ الردئ…ستبقى مدينتنا تتباهى بتلك المحرمات الاثيمة الفاتنات اللاعبات..
أو لا تكون.
محمد ولد أمين