استحقاقات ١٣ مايو..والنتائج المخيبة للمعارضة..؟!

 

جرى اقتراع الشوط الثاني الذي تنافست فيه مجموعة من الأحزاب في ٢٢ دائرة بينها الدوائر الاربعة في الخارج..كان أمل الأحزاب في المعارضة كبير في ان يحصلوا على نسبة تخفف من صدمة الخسارة التي منيت بها في الشوط الأول الذي حصلت فيه ثلاثة احزاب من المعارضة التقليدية (التكتل،التحالف،اتحادقوى التقدم)على صفر في البرلمان.
تواصل الحزب الوحيد الذي كان له وجود يذكر في الشوطين الأول والثاني،رغم انحسار نسبة تمثيله في البرلمان عن نسب تمثيله في البرلمانات السابقة.
الامر المحير الذي يشكل احجية هو المظهر الهائل الذي تشهده ساحات التظاهر لأحزاب المعارضة، والذي يصدم المشاهد،والمتتبع للحراك الاحتجاجي لهذه الاحزاب،فيما لاينعكس هذا الوجود على نسبة التصوبت في الانتخابات.
تزعم المعارضة أن النظام لجأ في إنتخابات ١٣ مايو الى التزوير والطرق الملتوية مثل التهديد والترغيب،لكسب الأصواب التي نجح بها في الاستحقاقات التي يسدل الستار عليها بالإعلان عن نتائج الشوط الثاني..فإلى ماذا لجأت المعارضة..؟!
لم تعد الأحزاب التي تمثل المعارضة خاصة التقليدية منها ..بالقدر الذي كانت عليه في العقود الماضية من حيوية والتصاق بالجماهير،ووجود في الميادين التي كانت تنعشها بين الحين والحين بما يوقظ في الشباب الحماس،ويذكر المواطن بالحالة المزرية التي يعيشها..بل اختارت الجلوس الى النقاش،والتفاوض مع الداخلية،والحوارات المثمرة.
انشغال احزاب المعارضة في النقاش على مائدة النظام خلق فجوة عميقة بين المعارضة والشارع، والمواطن الذي نسيت-المعارضة- همومه،وقضاياه التي كانت هي الجذوة التي تشعل بها الشارع،وتصعد بها على المظام..ارتفاع الأسعار،حقوق العمال المهضومة،المظالم المتكررة للمواطن بسبب الغبن، والتفقير..
هذا كله يقودنا الى نتيجة واضحة ..ان المواطن لم يعد ذلك الغر الذي ينقاد وراء الهتافات،والشعارات الجوفاء..وانه وعى حقيق المسرحية التي يمثلها عليها من يرفعون شعار المعارضة عندما يهدد النظام المصالح المادية التي يحصلون عليها منه …بدعوى الوفاء ببنود تمت بينهما في نقاشات مغلقة ..الظاهر منها عكس ماهو خفي.

 

محمد أحمد حبيب الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى