خطاب معالي وزيرة الصحة بمناسبة إشراف فخامة رئيس الجمهورية على تدشين مركز استطباب أطار

بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية
السادة الوزراء
السيد الوالي
السيد رئيس المجلس الجهوي
السيد الحاكم
السيد عمدة بلدية أطار
السادة المنتخبون
سعادة الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية
سعادة سفير المملكة العربية السعودية في بلادنا،
السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم،
كم نحن ممتنون ومغتبطون بتشريفكم لنا يا صاحب الفخامة بترؤسكم اليوم، فعاليات تدشين مركز الاستطباب الجديد بمدينة أطار، عاصمة ولاية آدرار، هذه الولاية العريقة وذات الدور الريادي والحضور المتميز في شتى المجالات و التي تحتل مكانة متميزة تبوأتها بحكم تاريخها.
يندرج هذا التدشين ضمن قائمة طويلة من الإنجازات حققتموها خلال مأموريتكم الأولى ونأمل أن تتواصل في مأمورية ثانية يطالبكم الجميع بقبول الترشح لها.
صاحب الفخامة،
هذا التدشين اليوم، يرمز إلى متانة وجدوى العلاقات الأخوية الموريتانية- السعودية، الضاربة في القدم والتي تحرصون أنتم وأخوكم جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وأخوكم سمو ولي العهد محمد بن سلمان على رعايتها وتعزيزها باضطراد.
صاحب الفخامة،
السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم،
يمثل برنامج تعهداتي وبرنامج الأولويات الموسع المنبثق عنه، مشروعا مجتمعيا متكاملا وذا سمة اجتماعية بارزة غايته النهوض ببلادنا إلى مصاف الأمم المتقدمة.
وقد بادرت وزارة الصحة، تفعيلا للمحاور التي تخصها في البرنامج الرئاسي، بإعداد استراتيجيات قطاعية وبرامج عملية مجدولة زمنيا وعَمَلِيِّاتِيًّا في إطار الخطة الوطنية للتنمية الصحية 2020 – 2030.
وتعكف الوزارة بشكل ممنهج على تنفيذ هذه الخطة بإشراف وتوجيه من معالي الوزير الأول المهندس محمد ولد بلال مسعود؛ وبالتنسيق الكامل مع الشركاء في التنمية، مما له بالغ الأثر في تقريب الخدمات الصحية وضمان جودتها وتحسين ظروف تقديمها. وما تَشْيِيدُ مركز الإستطباب بأطار الذي أنتم بصدد تدشينه إلا مثالا على ما يتحقق على أرض الواقع من خلال الخطة المذكورة.
صاحب الفخامة
السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم
تسعى الاستراتيجية التي أعدها القطاع “لتوفير خدمات صحية جيدة وفي متناول الجميع”، كما في برنامجكم الانتخابي، إلى تحقيق ما تعهدتم به في المحاور الأساسية الخمس الواردة في برنامج تعهداتي.
ففيما يتعلق بالمحور الخاص بتقريب الخدمات الصحية من المواطنين تم التركيز على تمكين الفئات الأكثر هشاشة من الولوج إلى الخدمات الصحية النوعية على عموم التراب الوطني من خلال تنفيذ عدة مكونات منها:
– توفير التامين الصحي لمئة ألف أسرة متعففة عن طريق الصندوق الوطني للتأمين الصحي (CNAM) ، مما رفع عدد المؤمنين عن طريق هذا الصندوق من 15 إلى 30 بالمئة من السكان، وسترتفع هذه النسبة مع الانطلاقة الفعلية للصندوق الوطني للتضامن الصحي (CNASS) الذي سيغطي القطاع غير المصنف حتى نقترب من التأمين الصحي الشامل في أفق 2030 ؛
– استفادة أزيد من 100.000 من النساء الحوامل من برنامج خفض التكلفة الجزافية في إطار برنامج الأولويات الموسع ؛
– استفادة ما يقارب 35.000 مريضا من مختلف الأعمار من مجانية الإنعاش في المراكز الاستشفائية الوطنية ؛
– استفادة ما يزيد على 6.200 مريضا من النقل الطبي المجاني بين المنشآت الصحية على عموم التراب الوطني هذا العام ؛
– التكفل بإسعاف 3.500 شخص من ضحايا حوادث المرور من خلال وحدات السلامة الطرقية المنتشرة على كافة المحاور الطرقية الرئيسية .
– دعم التكفل بأمراض السرطان وأمراض القلب بالإضافة الى مجانية التكفل بمرضى الكلى ومجانية أدوية الملاريا والسل والسيدا ولقاحات كوفيد 19 ومدخلات التنظيم الأسري الطوعي والتلقيح والتغذية ؛
ودائما في مجال تقريب الخدمات الصحية من المواطنين قام القطاع بإنشاء مصالح العون الطبي الاستعجالي (SAMU) وذلك بهدف توفير خدمة التكفل قبل الاستشفائي بجميع الحالات المستعجلة، من خلال استحداث 5 وحدات إسعاف بانواكشوط سيتم تعميمها تدريجيا لتغطي كافة ولايات الوطن بحول الله.
وفيما يتعلق بمحور جودة الأدوية وتوفيرها بأسعار مناسبة في مختلف الهياكل الصحية، فقد اجتاز القطاع خطوات هامة في تحسين جودة و توفر الأدوية بدأً بإجراء مراجعة شاملة للإطار المؤسسي لاستيراد وتخزين وتوزيع وتسعيرة الادوية الأساسية عن طريق دعم قدرات مركزية شراء الادوية (CAMEC)، وإعداد النصوص التنظيمية المتعلقة بذلك.
كما تم استحداث برنامج “الميسر” لضمان الإمداد المنتظم لـ 970 منشأة صحية بقائمة الأدوية الأساسية التي يجب توفرها في جميع مستويات الهرم الصحي، لتكون في متناول المواطنين بجودة عالية وبأسعار مخفضة بما يقارب 60% من السعر المعتاد.
وفي نفس السياق تم دعم القدرات البشرية واللوجستية لمفتشية الصيدلة بهدف تعزيز جهود الرقابة على تطبيق النظم والنصوص المعمول بها في هذا المجال وعلى عموم التراب الوطني.
وفيما يتعلق بمحور الموارد البشرية فقد عملنا على إعداد خطة للتكوين الاولي والتكوين المستمر لطواقم الصحة في الفترة ما بين 2022ـ2026، ومراجعة النظام الأساسي الخاص بعمال الصحة، كما تم تعزيز الكوادر البشرية للقطاع من خلال الاكتتاب الخارجي ل 2.823 وحدة من جميع التخصصات في الفترة ما بين 2019 و 2022 أي ما يمثل حوالي %30 من عمال القطاع البالغ عددهم ما مجموعه 9.655 عامل؛
فيما يجري العمل حاليا على اكتتاب 720 وحدة صحية جديدة من جميع الفئات، وهو ما سيمكن القطاع من تحقيق تعهد فخامتكم المتعلق بالوصول إلى الهدف المعياري المتمثل في 23 عامل صحة لكل 10.000 ساكن.
وفيما يخص الجانب المتعلق بتحسين ظروف العمال فقد تمت مضاعفة أجور عمال الصحة في السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة %100، كما تم تعميم علاوة الخطر على جميع عمال القطاع.
أما بخصوص المحور الرابع المتعلق بالتجهيزات والبنى التحتية فإن الأرقام التي سأوردها عل سبيل المثال لا الحصر هي أصدق تعبير عن ما تم تحقيقه في هذا المجال :
– اقتناء 19 مركزية للأكسجين موزعة على مراكز الاستطباب ، بعدما كانت البلاد تتوفر على واحدة فقط سنة 2019.
– توفير 259 سيارة اسعاف مجهزة بعدما كانت لا تتجاوز سبعين (70) سيارة إسعاف سنة 2019.
– انتقل عدد أَسِرَّة الإنعاش في المستشفيات الوطنية من 38 سريرا عام 2019 إلى 345 سريرا حاليا.
وفي مجال البنى التحتية يجري العمل على بناء ثلاث مستشفيات جديدة في كل من لعيون و ألاك وتجكجة، بالإضافة إلى بناء 22 مركزا و 36 نقطة صحية موزعة على عموم التراب الوطني، و سيتم استحداث ثلاث وحدات للتصفية على مستوى مقاطعات تيارت وعرفات وتوجنين، بهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه الخدمة الصحية الحيوية؛
وفي هذا الإطار دائما فقد اكتملت الأشغال في كل من المستشفى الجهوي في سيليبابي بسعة 150 سريرا و يتواصل العمل على إكمال توسعة المستشفى الوطني بسعة 128 سريرا، و بناء وتجهيز المقر الجديد للمعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية و توسعة مستشفى التخصصات من خلال بناء وتجهيز 4 غرف عمليات لجراحة الأعصاب و غرفة لتصوير الأوعية (Angiographie) وكذا تجهيز مصالح المستعجلات والانعاش.
كما يجري العمل على مشروع تشييد المستشفى الجامعي “الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بنواكشوط” بسعة 300 سرير.
صاحب الفخامة
السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم،
بتدشين مركز الاستطباب بأطار اليوم، تتعزز منظومتنا الصحية بصرح طبي هام تم بناؤه بمنحة سخية من المملكة العربية السعودية الشقيقة عبر الصندوق السعودي للتنمية.
يصل الغلاف المالي للمشروع إلى 10 مليون دولار أمريكي ضمن مجمع يضم أيضا مركزا لغسيل الكلى بالمستشفى الوطني بانواكشوط، تم الانتهاء من بنائه وتجهيزه وهو يعمل الآن بكامل طاقته الاستيعابية التي تصل إلى 20 وحدة للتصفية؛ وتبلغ مساهمة الدولة الموريتانية 20% من تكلفة بناء وتجهيز المستشفى.
وقد شُيِّد المشروع على مساحة إجمالية قدرها 37.500 متر مربع ، وبمساحة مبنية تتجاوز 18.000 متر مربع، هي أكبر مساحة استشفائية مبنية على المستوى الوطني، وطاقته الاستيعابية تصل إلى 150 سريرا قابلة للزيادة، مما يجعل منه مستشفًى مرجعيًّا يتجاوز الحاجة المحلية ويمكن أن تستفيد منه بقية ولايات الوطن المجاورة، وهو ما سيساهم في تخفيف الضغط على المستشفيات المرجعية بالعاصمة نواكشوط؛ حيث يحتوي هذا المستشفى على جميع التخصصات الطبية المطلوب توفرها في المستشفيات العامة، مثل أقسام المستعجلات ؛ و الاستشارات الخارجية؛ و الأمومة و الطفولة؛ و الأمراض الباطنية ؛ و الجراحة؛ وطب العيون والأسنان ؛ و العناية المركزة؛ بالإضافة إلى الأشعة؛ و المخابر؛ و العزل الوبائي؛ علاوة على الملحقات الفنية.
و لضمان تسهيل الولوج لخدمات هذا الصرح الطبي ، فقد أعطيتم توجيهاتكم صاحب الفخامة بتسيير خطوط نقل منتظمة للربط بينه و مركز المدينة.
صاحب الفخامة
السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم
نتوجه بالشكر إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية على هذه اللفتة الكريمة لقطاع الصحة.
كما لا يفوتني في هذا المقام أن أهنئ سكان ولاية آدرار على هذه الزيارة الميمونة.
و في الختام ، اسمحوا لي صاحب الفخامة أن أدعوكم للتوجه للمستشفى الجديد ، لمباشرة أعمال التدشين.
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله