الشاعر والأديب الموريتاني “همام” في المقابلة النادرة مع الإذاعة الموريتانية، عن حياته في مرحلة الطفولة، وبداياته مع الأدب الحساني والعديد من المراحل والموافق التي مر بها في حياته

يتحدث الشاعر والأديب الموريتاني “همام” في هذه المقابلة النادرة مع الإذاعة الموريتانية، عن حياته في مرحلة الطفولة، وبداياته مع الأدب الحساني والعديد من المراحل والموافق التي مر بها في حياته، وتمتاز هذه المقابلة بلغتها الكوميدية الساخرة.

وهذا نص المقابلة:

الملك همام حبذا لو حدثتمونا عن ميلادكم

حقيقة لم أشهد تاريخ ميلادي “مانعقل عليه ” لكني ولدت1912م وقيل لي بأن الوالدة أنقصت من عمري سنتين كي تتقاضا أجر عامين لأن والدي كان يعمل مترجما (أملاز) لا أعرف هل نقصت من عمري عامين أم زادته بهما.

حسنا ماهو المكان الذي تربيتم فيه من الوطن؟

ولدت بأطار على لبريزة (بريزة آغزازير) ولدت وتربيت بليريزة ونشأت أتسلق النخيل هناك حتى أصبح لدي تبيب ( مراهق) مرة أسقط من على نخلة وأحيانا أقتلع ما يسمى ب “الكيط ” تربيت بين تلك الهضاب والجبال حتى اصبحت شابا
كنت أجمع (فلجيط) من القيع هناك وتارة حبوب “القرين” وأتسلق اسريز كما كنت أقتات على تمبهرَ كنا فقراء ولا زلنا، لم نكن نملك سوى معزاة نحلبها وقطة.

الملك همام بما أنكم ذكرتم بأنكم نشأتم فقراء، هلا حدثتمونا عن الطريقة التي اتخذتم لتصبحوا بها أثرياء؟

الكد “والصبر” (تباعيد الصرطات )عملت بكافة الأعمال أمضيت وقتا أعمل في تسلق النخيل من ثم أتيت إلى هنا وعملت طباخا للنصارى، وبعد ذالك استقلت البلاد ثم هممت بممارسة السينما عملت مهرجا “الكيكوطية” أملا بتحصيل المال لكن جل مداخيله كانت تذهب إلى المحصلين بعدها عملت بائعا للحلي (لخرز) وبعت” ابوف” (وهو نوع من الشعر الإصطناعي تضعه المرأة على رأسها) ومارست الرقص، مارست كل الأعمال حتى أنني كنت أطبخ الرؤوس وأبيعها وغسلت الصحون والملابس …لم يسبق لي أن ترفعت عن أي مهنة عدا السرقة والخمر .

الملك همام المواطنون سمعوا أنكم توفييتم حبذا لو طمأنتموهم على سلامتكم؟

تلك كذبة وها أنا جالس أتكلم معكم وأطمح، بأن أدفن أبنائهم وأحفادهم ، أسرتنا عرفت بطول العمر، فوالدنا توفي بعمر 185 سنة ونزعم بأنه توفي في أوج شبابه ,وأستغرب كيف يقتلونني وهم لا يطلبون علي دين ,أنا لازلت حيا بعد استشفائي في داكار من مرض ألمً بي وها أنا رجعت.
الآن سنتنازع التميز”اتناتير أدرج” لنعرف من منا الأول سيموت أنا أم هم , لم يسبق لأحد من أبنائهم أن خرج من أمامي إلا وقلت أنه سيموت قبلي

الملك همام يعتبركم الشعب الموريتاني من أكبر شعرائه الشعبيين؟ متى تعلمتم الشعر؟ ومتى بدأتم ممارسته؟.

كما قلت لك سابقا “تباعيد الصرطات” فمن خلاله أصبحت شاعرا بعد ترددي على مجالس المغنين “إيغاون” بدءً بالتسكع(أَصْكاطَ) ثم بعدها حضور مجالسهم الفنية ولأني عاقل كنت أستمع و أستوعب ما يقولون وما يقال لهم من طرف لحركات والأنصار وأهل آبه، حتى تعلمت لغن وأول ما عرفت من أنواعه التبراع.
يالرب اغفرلِ….صلوَ شفت لاه يصلٍ
وبعدها تحولت إلى الكفان ولكطاع مع جماعة الأنصار مرة يغلبونني ومرة أغلبهم “مرة فيهم ومرة في ” ,أقول بعض من لغن غير موزون وأحيانا “فيه ليطَ”
واليوم أمنح إجازة كل فن للآخرين إلا إجازة لغن فهي لي لأني أملك الماكينة التي تصنع لغن أما الآخرين فربما لديهم قطع غيار فقط أو شيئ من ذاك القبيل.

حبذا لو أسمعتمونا بعض من غنائكم؟

أتذكر أني قلت قديما

حد جبر هذ من نبات ……..الطلح ونبات التمات
والخروب مدلٍي وشتات…..النبات فقلاٌبتن
والحيوان امكرًع وامًات………الحيران أل فحلولتن
وزوان يكيل ويبات………….واسمع فانكري ضربتن
من كر لْسَيْنِ لسربات…….المان ميً هيدانتن
انكريه وشاف عليات …..وكطاطِ عيَّل بلدتن
وفششن واحمد عودنات……والحيان وكفوفتن
ذوك أل مزال علمات…بعد اليوم فباديتن
واسمع فلمسجد لذنات….وخليل وفن قرايتن
يعرف عن بعد إذعات….لعداي احن ماحزمتن
احن باط الرجل وثبات…ماكط انحلو حزمتن
فلفتن وعجين الدقات….فلفتن وحد كلمتن
يوم الحرب انجو علمات….ماكط انكشحت وجهتن
صبَّارين ألَّعطش ومبات….لخل وسقار كروشتن
وانطب اعل عمايرزينات…فعدو لفاتت كاستن
تخل بهديم الكرجيات…. والكطع الزين وعدَّتن
كصَّصات كطاط حومات…لعدُ لادقرت حومتن
فم اتشوف الزبانيات….بعل لمدافع سكتن
وتباريك الرباعيات…والكشم عند كهولتن
واحدج قاتَ وحدج كرنات…والجهد وقلت رعبتن
وسلايك لبل مشتات……يلعب ذاك اعل وجوهتن
وان بعد وحزب الشعار…من دون الفتن لجنتن
متفقين..المخطار……….وأهل الحزب وحكومتن

الملك همام ماهو أفضل شيء لاقيته في حياتك حبذا لو أخبرتنا به إن كان بالإمكان قوله؟

أفضل شيء لاقيته في حياتي هو زمني في المطاردة والمزاح أو الزمن الذي أكون فيه محامي أو أجد أشخاصا (نركب فيهم لظفار) أشعر بالراحة في الليالي التي أكون فيها غالبا أو مغلوبا، أحيانا أتواجه مع أشخاص ويتم تهديدي، وبعد أن صبحت متمدنا “مترقي” وناضجا تغيرت ، لكن لازالت طبائعي الأولى تغلب علي (ردموه فيه فزَّ), ومالاقيت من مصائب الدهر لا أظن أن أحدا لاقاه وقد توافقت مع تلك المصائب.

الملك همام من المؤكد الحمد الله أنكم عايشتم الظروف الموريتانية : ظروف خضوعها للمستعمر وظروف الانتفاضات وظروف التحزبات وظروف ما بعد الاستقلال تقريبا من 1961 أي زمن اندماج الأحزاب في حزب وا حد، مررتم بكل هذه الفترات فأيها أعجبتكم؟ ولأيها تحمستم وتحركتم من أجلها؟

ما أعجبني وثبتت عليه هو من فترة1961 وها أنا لم أتقهقر بعد، كنت من القلابة إبان السياسات الأولى للاستعمار وقلت ذالك في شعري.
مارت عن فلحزب متين…….رانِ قايله من حينِ
عْيَيْتْ يقلبن عشرين………وعييت يقلبن نينِ
وقبل ذالك لم يكن يقلبني شيئ بل كنت أتقلب وحدي
ذاك شيء ليس لنا هولبن باء نشربه أو رغوة نشربها ليست لنا .
مرة أذهب إلى البعض وأقول لهم بأني معهم وأذهب لآخرين أقول لهم نفس الشيء و كنت دائما أقول بأن الهزيمة تكون من نصيب من أكون معهم لذالك كنت آتي للبعض وأقول لهم بأن يستأجرونني كي لا أكون معهم.
الظرفية الأخيرة ثبت عليها الجميع ولم أجد من يتقهقر عنها إلا من فضلوا الخروج من هذا الوطن نحن نحب فقر هذا البلد نفضله عن غنى آخر وهذا لا يحتاج أن يقال على الإذاعة ولم يسبق لي أن أحببت إلا هذه البلاد وأفضل الجوع هنا عن الغنى في بلاد أخرى

الملك متى بدأتم حياتكم الزوجية؟

بدأتها زمن( صندوق جاتقي) أي سنة 1937م
كم عدد أولادكم
آه كل شيء أشيع عني إلا العقم وسأتحفظ على عددهم حتي لا تصيبهم أعين الناس
شكرا الملك همام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى