يوم كان المواطن يُبدع ويَلمَع، وكان الحوار يُقرِّب ويجمع، وكان امل المواطن حضن نظام دافي، يجمَع الفرقاء ، ولا يفرّق الأحباب يجمع الشمل ويفتح الأبواب. لأنّ في قلب كلّ منّا زُرعت المحبّة وطُبعت امال كانت كالورد نديّة، كالزنبق طريّة، كالثلج ناصعة ونقية، كالصخر قاسية .
آمال تبني فيها مورتانيا و نفخر لأنّنا من مائها شرِبنا ، وعلي جبالها رسم اجدادنا ملاحم بطولات وأمجاد ملاحمَ زادت وسطّرت. مِن جيل كان علي قدر المسؤولية ويستحق الثقة . جاء نظام التف حوله جميع الأطياف لبياض ملف قائده ببرنامج أفرح البسطاء كان برنامج متكامل الأجزاء وكانت الآمال مطروحة والطموحات كبيرة وكل الأمور علي اكمل وجه فنحن نملك ثراء بالمؤسسات والقوانين حيث اننا نملك أكبر عدد من الهيئات المكلفة بمحاربة الفساد وترسيخ الديمقراطية،
– الرقابة المالية للدولة وقد أنشأت سنة 1960
– محكمة الحسابات التي انشئت بموجب المادة 68 من دستور 1992
– مفتشية الدولة وقد أنشأت بموجب المرسوم 122/05 بتاريخ في سبتمبر 2005
– المفتشية العامة للمالية والتي أنشأت في 1983 بموجب المرسوم رقم 033/83
– المفتشيات الداخلية للوزارات الخاضعة لمقتضيات المرسوم 075/93 الصادر بتاريخ 1993
– سلطة تنظيم الصفقات العمومية: الناشئة بموجب المرسوم رقم 179/2011
– اللجنة الوطنية لرقابة الصفقات العمومية التي أنشئت بتاريخ 7 يوليو 2011
– الإدارة المركزية لمحاربة الجريمة الاقتصادية والمالية المنشأة بتاريخ 25/ يوليو 2004
– لجنة التحقيق المالي المنشأة بموجب المرسوم 0117/2019.
مما يعني أننا نملك واحدة من أقوى التشريعات الإقليمية في مواجهة الفساد.
ولدينا نظام جديد ملفه ابيض ناصع البياض وبرنامج يتطلع اليه الجميع وخطوات استبشرنا بھا
كانت تطلعات إلى تنمية فعالة وإلى محاربة جدية للفساد، تجفف منابعه وتستل جذوره كبيرة، مع اقتناع الجميع بصعوبة الانتصار السريع على ممارسات الفساد، لاكن من غير الصعب أن يتحقق ذلك، خصوصا إذا تضافر ثراء النصوص وتعدد المؤسسات، ونضال القوى المدنية، مع الإرادة السياسية التي تظهر مستوى متصاعدا من الجدية انذاك.
ربما كان من الصعوبة بمكان تحقيق انتصار تام على الفساد في البلاد ، والقضاء على كل منافذه، لأنه أصبح حتمية اجتماعية ورهان حياة عند غالبية المسؤولين والموظفين، ولكن ما غرسته أنياب الفساد من جراح في جسد التنمية يتطلب مواجهة سرطان الفساد، لأن المرحلة كانت مرحلة إصلاح لامكان للمفسدين فيھا .
و فرحنا بخروج الوجوه التي ملھا المواطن ومل اكاذيبھا قبل ان تعود من النافذة وبشكل أقوي
ربما هناك من سيسأل لِمَ هذا الكلام اليوم وفي هذه الظروف بالذات؟ ذلك لأنه لو كان للكرامة لسان لما كنّا رأينا كلّ الذين يتربّعون على وزاراتنا ، بطونهم منفوخة، قلوبهم متحجّرة، أنيابهم حادّة، يمتصون دم الشعب باسم التوزيعات النقدية وينھبون مئات الملايين بل والمليارات ولا يسألون، لما كان الأحرار يُمنعون من إبداء الرأي او المشاركة في المشھد السياسي، لما كنّا رأينا الجوع والظلم والغبن يفتك بالأبرياء الفقراء، ولما كنا سمِعنا بَعبَعةَ سياسيين يطالبون بالقانون وهم المخالفون، يطالبون بمحاسبة السارقين ويرفضون التدقيق بالحسابات، يتقاذفون التهم بالفسادِ وكلّهم مشاركون.
ما بالك يا وطني صامت؟ ألعَلّك تخاف الذين تربعوا على وزاراتنا ينھبون ما لذ وطاب ؟! باسم التوزيعات المجانية ودعم الفقراء وھم منهم براء
أنسيت يا وطني الأبطال الذين حرّروا أرضك وسطروا الملاحم بدمائهم الزكية؟ أنسيت كيف تحطمت رؤوس الجبابرة المتعجرفين على ارضك ؟ لا… لا… لا تخف فنحن لن نسمح أن يُلطَّخ بياض رؤوس جبالك ولا أن يُلوّث صفاء ازرقاق مياهك بتملك المفسدين ونھب الناھبين.
وأنت أيها الشعب النائم أما آن لك أن تستفيق وتنفض عنك غبار التبعية القبلية العمياء والاستسلام فترتاح وتريح وطناً وزرائه ذئاب في ثياب نعاج ينهشون لحمه عن العظام، إلى متى الصبر؟ علام الانتظار؟ فاليوم أفضل من الغَد.
لقد طفح الكيل وآن الأوان أن نلقِّن الذين يعبثون بأمن واقتصاد وكرامة الوطن درساً قاسياً، وهذا لن يكون إلا بصناديق الإقتراع ليفھم المفسدون ان لا محل لھم اليوم في مسيرة البناء .
نحن نحب وطننا ولسنا مثلهم مجرمين، حاولنا ردعهم بالنصح الي الرجوع الي القانون الذي يعطي كل ذي حق حقه. لكن للأسف فرجال القانون عندنا اتباع للسياسيين ومجبرون على تنفيذ ما يملى عليهم، والأحرار منهم، قِلَّة لا محل لهم حيث يجب أن يكونوا. فرحمة الله على القانون.
أيها السياسيون جشعكم ونھبكم دمّرا الوطن وسرقا مِنا فرح العطاء والعيش الرغيد وها نحن اليوم نتضوّر جوعاً. لكن لن نستسلم. فنحن باقون أمّا أنتم فإلى لعنة التاريخ ذاهبون.
رسالة قصيرة إلى كلّ المتآمرين على الوطن، الذين نهبوا خيراته، باسم التوزيعات النقدية ودعم الفقراء باسمكم نقول لهم:
ديدننا: موريتانيا الموحّد، العَصِيّ، القوي.
ملتنا ملة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
رسالتنا: رسالة التعليم والمحبّة.
حزبنا: المحبين لموريتانيا مزدھرة.
شعارنا: الحفاظ على الوطن، على القانون وعلى حقوقنا.
أما أنتم أيّها السياسيون: إذا تابعتم مسيرتكم الفاسدة فاعلموا جيّداً أنّ اصواتنا هي ملك لوطننا .
ونحن جاهزون للدفاع عن حقّنا وكرامتنا وأنتم ستكونون أول من سيدفع الثمن،
موريتانيا الكرامة والشعب العنيد غنيّ بالأبطال الأوفياء والشرفاء ونحن سنكون وراءهم وبوجهكم.
هيا أسرعوا، أعيدوا ما سرقتم، أوقفوا الفساد، أطلقوا يد القضاء، موريتانيا اشتاقت للحرية
وساعة الصفر دقَّت ولن نعود إلى الوراء.
انقطع الرجاء إلا منك يا الله، وخابت الآمال إلا فيك، وانسدت الطرق إلا إليك، وأُغلقت الأبواب إلا بابك، فلا تكلنا إلى أحدٍ سواك رحماك يا الله .
بقلم شيخنا سيد محمد