فرنسا تهدد بردع نووي

كشفت صحيفة بريطانية عن استعداد فرنسا لنشر طائرات حربية مزودة بذخائر نووية في ألمانيا، في حال قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من أوروبا. يأتي هذا التحرك في إطار سعي باريس لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية وضمان استمرار الردع النووي داخل القارة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: “فرنسا ترى أن الحفاظ على توازن الردع النووي في أوروبا أمر بالغ الأهمية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة، ولن تتردد في اتخاذ خطوات لتعزيز الدفاعات الأوروبية إذا دعت الحاجة.”

يأتي هذا الموقف الفرنسي وسط تصاعد المخاوف الأوروبية بشأن احتمالية تقليص التزامات واشنطن الأمنية تجاه القارة، خاصة بعد تصاعد النقاشات داخل الولايات المتحدة حول إعادة النظر في حجم انتشارها العسكري بالخارج.

وتحتفظ الولايات المتحدة بقوات عسكرية وقواعد استراتيجية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كجزء من التزامها بحماية الحلفاء ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو). ومع ذلك، تزايدت المخاوف الأوروبية بشأن مستقبل هذه الالتزامات، خاصة بعد تصريحات متكررة من مسؤولين أمريكيين حول ضرورة تقاسم الأعباء الدفاعية بشكل أكثر عدالة بين الدول الأعضاء.

في المقابل، تمتلك فرنسا قوة ردع نووية مستقلة، وتعتبر الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تحتفظ بترسانة نووية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. ويأتي هذا الاستعداد الفرنسي في وقت تشهد فيه القارة الأوروبية توترات جيوسياسية متزايدة، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات بين الناتو وروسيا.

يشير هذا التطور إلى احتمال تعزيز التعاون الدفاعي بين الدول الأوروبية، ويدفع باتجاه نقاشات أعمق حول استقلالية القرار العسكري الأوروبي في المستقبل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى