الكلمة حُرَّةٌ والكذب كبيرة أ.د. إسلمُ ولد سيد المصطف رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم

بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة حُرَّةٌ والكذب كبيرة
أ.د. إسلمُ ولد سيد المصطف
رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم

تصنف حرية الكلمة في الإسلام على أنها “واجب” وليست “بحق” كما هي في النظم الديمقراطية الحديثة. ذلك أنها تدخل إسلاميا في نطاق التكاليف، وليست من باب الحقوق، ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع أفراد أمته على الالتزام بها، كما ثبت في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: ” وأن نقول بالحق لا نخشى في الله لومة لائم”، إضافة إلى مبدإ وجوب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أما الكذب فإنه من أعظم الكبائر، وذلك أمر معلوم من الدين بالضرورة. وقد عَدَّهُ صلى الله عليه وسلم مع الشرك وعقوق الوالدين فقال:” ألا وقول الزور، وشهادة الزور.”
وقد نفى صلى الله عليه وسلم اجتماع الإيمان والكذب في قلب واحد، حيث جاء في موطإ الإمام مالك رضي الله عنه أنه سئل صلى الله عليه وسلم: هل يكون المؤمن جبانا؟ فقال: نعم، فقيل له أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن كذابا؟ فقال: لا.
ويكون الكذب أشنع عندما يكون على الله سبحانه وتعالى بالافتراء عليه في أحكامه؛ قال تعالى:﴿ قُلِ اِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ اَ۬لْفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالِاثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ اِ۬لْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِۦ سُلْطَٰناٗ وَأَن تَقُولُواْ عَلَي اَ۬للَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَۖ ﴾، وعندما يكون نهشا للأعراض، وتزويرا للأمور، وإثارة للفتن.
فالفتنة في اللسان وليست في اليد كما يقول ابن عباس رضي الله عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى