نص خطاب معالي وزير المعادن والصناعة بمناسبة الزيارة التنموية التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية اليوم لمدينة ازويرات

“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
فخامة رئيس الجمهورية،
أصحاب المعالي والسعادة،
سكان مدينة ازويرات ،
يشرّفني أن أقف أمامكم اليوم، في هذه المدينة التي وُلدتُ فيها وترعرعتُ بين أهلها، لأشهد معكم حدثاً وطنياً بالغ الأهمية.
إنها لحظة شخصية ووطنية استثنائية بالنسبة لي، إنها فرصة للامتنان للجمهوريةً التي وهبتنا فرص التعليم في الداخل والخارج، ثم منحتنا بفضل ثقتكم شرف خدمة الوطن.
دون تدخل من حاضنة اجتماعية أو جهوية، ضمن ذات النهج الذي ترجمتموه في مسار خدمتكم للوطن الذي تطمحون إليه.
وطن لا يقصي أحدا من أبنائه ولا اعتبار فيه إلا للمواطنة.
تلك الجمهورية الراعية للعدالة والمساواة، والضامنة للاستقرار، والطمأنينة، والحامية للوحدة، والأمن.
نحن فخورون بوطن كهذا … وبالتربية التي تلقيناها هنا من والدينا، الذين ربونا على المحبة والانفتاح وحب الوطن، ككل الأسر الكريمة في هذا الوطن العزيز.
فخامة الرئيس؛
لقد أكدتم مرارا على أن قوة موريتانيا، لم تكن يوماً في ثرواتها فحسب، بل في هذا النسيج الاجتماعي المتماسك، وفي هذا التنوع الذي يتحول إلى مصدر قوة، وفي هذه الوحدة التي تؤسس لوطن لا يُقصى فيه أحد من أبنائه.
لقد جسدت مدينة ازويرات، منذ نشأتها هذه القيم:
فهي مدينة عملٍ وكفاحٍ وصبر… مدينة امتزجت فيها الثقافات واللهجات والأجيال، لتقدم صورة مصغرة للحلم الوطني الأكبر الذي تعملون على بنائه وترسيخ دعائمه.
وقد عبّرتم في خطاباتكم الأخيرة، في الحوض الشرقي، عن عمق هذا الالتزام ووضوح الرؤية:
موريتانيا عادلة، موحدة، آمنة، ومتجهة بثبات نحو مستقبل أفضل.
فخامة الرئيس؛
منذ استلامكم مقاليد الحكم، تحولت هذه الرؤية إلى فعل، وإلى إنجازات ملموسة في كل القطاعات.
وقد كان البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الأساسية إحدى العلامات الفارقة في مسارنا التنموي، حيث اعتمد ولأول مرة على إشراك المواطنين في تحديد أولوياتهم بأنفسهم، الأمر الذي أرسى مفهوما جديدًا، يقوم على توجيه التنمية بإنصاف نحو مختلف المناطق، وترسيخ مبدأ العدالة في توزيع المشاريع والخدمات.
البرنامج الذي تولّى معالي الوزير الأول الإشراف الدقيق على متابعته وتنسيق أعماله.
وفي القطاع المنجمي، وبفضل توجيهاتكم، شهدت بلادنا تحولاً مؤسسياً وقانونياً، انعكس على زيادة مداخيل الخزينة العامة بشكل ملحوظ، وفي ذات السياق تمكنت شركة سنيم من تحقيق قفزة نوعية…
حيث ارتفع إنتاجها بنسبة ملحوظة، خلال السنوات الماضية، وارتفعت أعمال خيريتها من 377 مليون إلى أكثر من 4 مليارات أوقية قديمة، الشيء الذي انعكس على الخدمات الأساسية للساكنة.
إضافة الى زيادة فرص التشغيل بشكل ملحوظ.
ولتعزيز قدرات الشركة، تم إطلاق مشروعين كبيرين لزيادة قدرتها الإنتاجية وإدماج الطاقة النظيفة. يتمثل المشروع الأول:
– في بناء محطة شمسية بقدرة 12 ميغاواط،
– إضافة إلى 34 محوّلاً كهربائياً وتجهيزات فنية وإدارية متكاملة.
أما المشروع الثاني فيتمثل في:
– إنشاء محطة حرارية بقدرة 30 ميغاواط، تتكون من 3 مولدات، وثلاث محطات فرعية للتوزيع، وخطين كهربائيين متوازيين،
-إضافة إلى منشآت تبريد،
-مخازن محروقات، ومرافق إدارية وفنية.
وفي جانب المياه، ومع تزايد الضغط على الموارد بسبب توسع المدينة، سيتم الشروع في التوسعة الثانية لمحطة التحلية في واد القاح، عبر إضافة وحدة جديدة بطاقة 1000 م³ يومياً، لتعزيز إمدادات المياه الصالحة للشرب للمدينة.
هذه المشاريع ليست مجرد استجابة لطلبٍ طارئ…إنما هي جزء من رؤية شاملة تجعل من تيرس زمور قطباً تنموياً متكاملاً، وتضعها في قلب التحول الاقتصادي الوطني.
وفي الختام
اسمحوا لي – فخامة الرئيس – أن أتوجه بالشكر إلى رجال ونساء شركة سنيم، وإلى كل العمال، الذين حملوا هذا المشروع على أكتافهم، إنهم جنود مجهولون يعملون بصمت من أجل الوطن.
إن هذه المشاريع، وما تم إنجازه وما سيتم مستقبلا، تحت اشرافكم، ليست إلا لبنات في صرح موريتانيا التي نطمح إليها جميعاً:
موريتانيا قوية… عادلة… موحدة… مزدهرة… وآمنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”



