“تهديدات الاستقرار في بوركينا فاسو: تحديات الانقسام العسكري ومحاولات الانقلاب”
بوركينا_فاسو هذه هي المرة الثانية خلال شهر والخامسة في أقل من عام يتم فيها إحباط محاولة انقلاب ضد النقيب ابراهيم تراوري, الذي أعلن نفسه زعيما للبلاد، بعد استقالة المُقَدم بول-هنري داميبا الذي أطيح به في 30 سبتمبر 2022. وكان الأخير قد أطاح بالرئيس المنتخب روش مارك كريستيان كابوري بعد ما قال أنه فشل الحكومة في بسط الأمن وحماية البلاد من الإرهابيين.
محاولة الانقلاب مساء أول أمس على ابراهيم تراوري كانت بقيادة مجموعة من ضباط المخابرات القت الحكومة القبض على بعض من هؤلاء والبقية فروا خارج البلاد حسب مصادر محليّة مطّلعة, وجاء بيان الحكومة يحمل الكثير من الأسف على أن قادة المحاولة الانقلابية الفاشلة كانوا قد أقسموا على الولاء للرئيس والتركيز على محاربة الإرهاب بينما هم يخططون لزعزعة الأمن وقطع الطريق أمام المرحلة الانتقالية, و من هنا بات جليا أن الجيش البوركينابي يعيش حالة من الانقسام الغير مسبوق و يستمر في الصراع على السلطة و فكرة الانقلاب بعد الانقلاب مستمرة بل اصبحت بمثابة عقيدة داخل قطاعات الجيش.
إذا لم بنجح النقيب التراورى في استئصال بؤر الانقسام داخل قيادات الجيش الحساسة والقريبة من مراكز القرار البوركينابي فإن شبح الإطاحة به سيظل قائما بل مؤكدا, استمرار محاولات الانقلاب على النقيب بهذه الوتيرة وبقيادة رتب رفيعة في الجيش هي مؤشر خطير قد يحوّل المحاولة المقبلة إلى اقتتال دامي تخسر فيه الدولة بعض ضباطها, ومن هنا يمكننا أن نقرأ مدى اصرار بعض الضباط العسكريين الذين تحركهم ربما أذرع مدنية للسيطرة على الحكم و إزاحة النقيب الشاب، هذا الاصرار يضع بوركينا فاسو أمام الكثير من التحديات الكبرى ويشتت جهودها القائمة ضد الإرهاب وينذر بعودة النظام السياسي للبلاد إلى نقطة الصفر مما يحبط كل الجهود المبذولة لتحقيق الأمن واسترجاع الأراضي التي أحتلتها الجماعات المتطرفة.
سلطان البان
لندن :28/09/2023