المصيبة الجديدة التي فعلها مارك زوكربيرج !
في تغيير جذري، مفاجئ، وصادم في سياسة ميتا، أعلن مارك زوكربيرج إنهاء برامج التحقق من الحقائق! فماذا يعني هذا القرار؟ ولماذا اتخذه زوكربيرج في هذه الفترة؟ وما هي نتائجه وتداعياته؟
ماذا يعني هذا القرار ؟
تعتمد شركة ميتا على نظام يسمى “التحقق من الحقائق – Fact-Checking”، وهو أداة للتحقق وفحص صحة المعلومات ومراجعة دقة الأخبار التي يتم نشرها على منصات الشركة، وذلك للتأكد من مصداقيتها ومطابقتها للحقيقة والواقع.
شركة ميتا لديها شراكات مع جهات خارجية، تعد مسؤولة عن موضوع التحقق من الحقائق، والتي تم إطلاقها في عام 2016.
بشكل مفاجئ، أعلن مارك زوكربيرج، في مقطع فيديو نشره على صفحته في فيسبوك، إنهاء العمل بنظام “التحقق من الحقائق”.
الفريق الذي قرر زوكربيرج إيقاف الاعتماد عليه يتألف من 40,000 مشرف محتوى!
أوضح زوكربيرج أن التغيير يأتي من أجل تعزيز حرية النشر والتعبير في منصاته، تبسيط السياسات المعقدة، وتقليل الرقابة والأخطاء التي وقعت في السابق.
استعاض زوكربيرج عن البرنامج الملغى بنظام جديد في شركة ميتا هو ” الملاحظات المجتمعية – Community Notes”، على غرار النظام المستخدم في منصة إكس.
يزعم زوكربيرج أن سبب قراره هو إصلاح نظام ميتا الذي يعتمد على جهات خارجية، والتخلص من الاتهامات بالتحيز التي وُجهت لأداة التحقق من الحقائق، وجعل نظام الشركة يعتمد على المستخدم وقراراته.
لماذا اتخذ زوكربيرج هذا القرار؟
هذه التغييرات تتزامن مع اقتراب تسلم “الجمهوري” دونالد ترامب منصبه وبدء ولايته الثانية.
التكيف مع توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة التي يسيطر عليها ترامب “الجمهوري” والانسجام مع وجهة نظر الجمهوريين في التعامل مع المحتوى.
كان الجمهوريون يتهمون زوكربيرج ومنصاته “فيسبوك وإنستغرام” بتقييد المحتوى المحافظ واتخاذ موقف سلبي ضد منشوراتهم.
بل أكثر من ذلك، و إمعانًا في خضوع زوكربيرج لترامب وإدارته، قرر نقل فرق الإشراف على المحتوى من ولاية كاليفورنيا إلى تكساس.
ولاية كاليفورنيا معروفة بتوجهاتها الليبرالية القريبة للحزب الديمقراطي، بينما ولاية تكساس هي (معقل الحزب الجمهوري)، وذات ثقافة محافظة.
وفي السياق ذاته، قامت شركة ميتا بتعيين دانا وايت، حليف ترامب، في مجلس إدارتها، وجعلت جويل كابلان، الجمهوري في الشركة، في منصب رئيس الشؤون العالمية.
ما هي تداعيات هذا القرار ونتائجه؟
تقليل الرقابة على المحتوى، وإطلاق حرية النشر للمستخدم.
القيود والحظر سيكون فقط على الانتهاكات القانونية ذات المستوى الخطير مثل استغلال الأطفال والمخدرات والاحتيال.
إعادة إدخال المحتوى السياسي في خلاصة المستخدم بعد أن قللت من ظهوره الشركة عام 2021.
تفاقم انتشار الأخبار الكاذبة، ارتفاع نسبة المعلومات المزيفة، المحتوى الضار، وخطاب الكراهية.
الاعتماد على المستخدمين في التحقق من المنشورات! حيث سيتم نقل تقييم الحقيقة من المنظمات والخبراء إلى المستخدمين.
زيادة الانقسامات المجتمعية والتحريض والاستقطابات والتشويه ونظريات المؤامرة.
فقدان الثقة بالأخبار في منصات شركة ميتا، وتآكل الإيمان بمصداقية المعلومات فيها.
استرضاء إدارة ترامب، وميل شركة ميتا لتوجهاتها ووجهات نظرها في معالجة القضايا.
بدأ بعض المستخدمين بالبحث عن منصات بديلة لفيسبوك، وشهدت غوغل زيادة كبيرة في عمليات البحث عن ؛ كيفية حذف حسابات فيسبوك وإنستغرام.
احتمالية انسحاب المعلنين من المنصة، كما حدث مع إكس بعد انتشار الأخبار المضللة. ونقول بأختصار ؛ تعكس هذه التغييرات التي يقودها زوكربيرج توجهات ومسارات جديدة ستلقي بظلها على مفهوم الحياد والسياسات التي سيتم التعامل بها مع منشورات منصاته، فالجماهير غير الواعية رقميًا سيكون لها دور كبير في تقييم المنشورات، وسيصبح المشهد الرقمي أكثر عرضة للتضليل والأكاذيب والمعلومات المزيفة.
لذلك يصبح من الضروري وجود وعي كبير لإدراك مدى مصداقية المنشورات على مواقع التواصل وكيفية التعامل معها، كما يجب على الحكومات وضع أطر قانونية جديدة للتعامل مع شركة ميتا.
فأهلاً بكم …. في الجحيم الرقمي… وعصر الأكاذيب… والفوضى العارمة… والحرائق الجديدة برعاية مارك زوكربيرج !