من وحي الإنصاف… / يبه ولد شيخنا
إنّ المتتبع للشأن السياسي الوطني يدرك جليا أهمية ما تضمنته مخرجات المؤتمر الاستثنائي يوليو 2022 للحزب الحاكم بالبلاد، حيث مثل ثنائي التسمية والشعار نموذجا حزبيا جديدا في المعالم والمناهج، لما يحملانه من شحنات قيمية كبيرة تحيل لدلالات ومعان عديدة من الفضائل في التصور والمنهاج، ومن العدل في تدبير الشأن العام والتعاطي السياسي ومن الاعتدال والحكمة في الخطط والاستراتيجيات، وهي بالجملة مفاهيم وسياقات حاضنة للمشروع السياسي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ومجسدة لرؤيته في الحكامة وتدبير الشأن العام للبلاد.
من الطبيعي بل من المنتظر والمطلوب أن تلقي هذه المعاني والدلالات بظلالها وبوحيها على السياسات المستقبلية لحزب الإنصاف وعلى طبيعة ونمط الأداء السياسي لنخبه وكافة فاعـليه، لأننا جميعا في الإنصاف مطالبون باستلهام روح ومتطلبات المرحلة وإعادة تأسيس حزبنا، بل ملزمون أخلاقيا بالتمثّل والتمكين لهذه المعاني السامية ولمشمولات ما ارتضيناه اسما وشعارا لمشروعنا السياسي الوطني.
ومن وحي وتوجيهات هذا الإنصاف وشعاره في المجال الانتخابي – ونحن على أعتاب استحقاقات قريبة بحول الله تعالى – أن يعمل كافة ساسة الشأن العام والمنصفون على وجه الخصوص على استحضار متطلبات المرحلة وما تمليه من إنصاف وتدبير هادئ ورشيد للاستحقاقات المقبلة؛ تدبير ينطلق من تشخيص أمين للواقع السياسي المحلي ويراعي المعطيات الانتخابية الجادة والموضوعية ويؤسس لتوازنات مدروسة وجامعة، ويُستحضر في هذا السياق ما تلزم مراعاته في ثلاثي أولويات الهم الانتخابي: المترشح وحزب الإنصاف والناخب.
فعلى بغاة الترشح ضرورةً وإنصافاً الاتصاف بالأهلية النخبوية والجماهيرية والقدرة على حمل هموم الناخب كما أنه على القائمين على الحزب وفاعلوه إلزاماً الاحتياط في الاختيار والترشيح لكسب الرهانات الانتخابية خصوصا مع صعوبة النزال مستقبلا بفعل مكسب اتفاق الطيف السياسي الوطني على التحضير التشاركي للانتخابات، أما بخصوص الناخب – الحلقة الأهم – فلطفاً ساستنا بالأهالي في الحواضن والحواضر والقرى وليسعهم منا النوال والخدمة، ولنحرص جميعا على صون الأعراض والسكينة العامة وصلة الأرحام وتعزيز اللحمة بين إخوة تقاسموا الآمال والآلام لسنوات خلت، كما على الناخب تغليب المصلحة العامة والتصويت لمن يُتوسم فيهم حمل الأمانة.
وبهذا النمط من التعاطي السياسي الودي والرشيد والهادئ، نكون جميعا قد استوحينا معاني الإنصاف وشعار الميزان اللذين هما عنوان المرحلة، وأسسنا لحقبة متميزة من عمر الدولة الوطنية في مجال الحكامة وتدبير الشأن العام.
والله الموفق