ما هو الاحتراق الرقمي؟

هي ظاهرة معاصرة ظهرت في العصر الرقمي، نتيجة الانغماس المفرط في البيئات الافتراضية، والاستخدام المستمر للأدوات التقنية، والانشغال الدائم بتصفح مواقع التواصل، وتلقي الإشعارات، والتنقل المتكرر بين التطبيقات، ما أدى إلى إنهاك الإنسان نفسيًا وذهنيًا وعاطفيًا. فما هي أبرز تجليات هذا النوع من الإرهاق؟ وما أسبابه وآثاره الخفية؟

الاحتراق الرقمي هو حالة من الإنهاك الذهني والعاطفي الناتجة عن التعرض المكثف والعشوائي للمحتوى الرقمي، دون ضبط أو وعي.

نفسيًا: يؤدي إلى تشتت الانتباه، فقدان التركيز، اضطرابات النوم، القلق المزمن، تراجع الدافعية، وشعور مستمر بالإرهاق.

اجتماعيًا: يظهر في الخوف من فوات المعلومات والأحداث ( ظاهرة FOMO)، والمقارنات المستمرة عبر المنصات، مما يخلق شعورًا بالنقص والعزلة، رغم التواصل الظاهري المستمر.

تقنيًا: تسهم خوارزميات المنصات الرقمية في تعزيز الإدمان، من خلال التمرير اللانهائي، والإشعارات المصممة لإثارة الانتباه، والمحتوى المتجدد الذي يصعب مقاومته.

عصبيًا: يؤدي الاستخدام المطوّل للشاشات إلى اختلال في كيمياء الدماغ؛ حيث يرتفع إفراز الدوبامين بشكل مفرط، ما يخلق حالة إدمان شبيهة بتأثير المواد المنشطة، ويزيد من إفراز الكورتيزول (هرمون التوتر)، مسببًا اضطرابات في النوم والتركيز والذاكرة.

\هذا الإرهاق يفضح اختلالًا حقيقيًا في علاقتنا بالأجهزة الذكية، ويؤكد الحاجة الماسة إلى إعادة تنظيم نمط حياتنا الرقمي، بما يحقق التوازن والوعي.

النتائج الشائعة للأحتراق الرقمي: شعور بالملل، انخفاض الإنتاجية، صداع متكرر، تقلب المزاج، إجهاد بصري، وتعب نفسي غير مبرر.

أبرز وسائل الوقاية والعلاج: تقليل الإشعارات، حذف التطبيقات غير الضرورية، تقنين وقت الشاشة، اعتماد فترات رقمية خالية من الأجهزة (Digital Detox)، وتحديد أوقات للهدوء الذهني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى