عسكرة البرلمان (من العقيد الى الفريق )
لقد أضاع حزب الانصاف الفرصة الاخيرة للدفع بمرشحين يحظون بمصداقية ،تؤهلهم للفوز بعد أن تسببت معظم أختياراته السابقة في خلق أزمة داخلية عميقة ،قد تعصف بكل أمانيه في الاستحقاقات القادمة بعد أن رفض العديد من المغاضبين من منتسبيه سحب ترشحاتهم من خلال أحزاب أخرى منافسة ، وما رافق ذلك من أستياء عارم يكاد يشكل إجماعا لدي مناضلي هذا الحزب الذي يعتقد البعض انه عرضة للتفكك بسبب سوء أختياراته .
لقد راهن البعض على ان القيادة العليا للحزب ستعمل على تصحيح تلك الاختلالات عند أختيار المرشحين على اللوائح الوطنية ،الا ان القوائم التي أعلنت جاءت مخيبة للآمال بل جاءت لتؤكد أن الحزب لم يقم بتقييم الأمور بشكل جدي مكتفيا ببعض الحلول الترقيعية (الترهيب والترغيب) .
ينتظر أن تعصف الانتخابات القادمة بكل قيادات الحزب بعد الهزيمة النكراء التي سيتعرض لها ،خاصة لوائحه الوطنية التي خلت من شخصيات وازنة قادرة على تحقيق الفوز، وأكثر المتفائلين يعتقد ان الحزب قد يفوز بمقعدين على الاكثر لان بقية الاسماء مغمورة وبلا قواعد تدعمها .
ما لم يدركه الحزب هو ان شراء الذمم لم يعد مجديا وان التوازنات الاجتماعية والسياسية لا يمكن تجاهلها لهذا عليه ان يكون مستعدا للضربة المنصفة بعد ان عجز عن الانصاف وإن غدا لناظره لقريب وما خفي أعظم .