الأستاذة نفيسة أحمد/ إستحقاقات 13 مايو 2023: ماهي حصيلة عدم الانضباط داخل حزب الإنصاف؟
نشرت الأستاذة نفيسة أحمد دولة مقالا تحت عنوان
إستحقاقات 13 مايو 2023: ماهي حصيلة عدم الانضباط داخل حزب الإنصاف؟
للوهلة الأولى، يستطيع المراقب أن يلاحظ خلال هذه الانتخابات، كيف بدى حزب الإنصاف الأقوى والأكثر شعبية، ممثلا في جميع الدوائر الانتخابية، على الرغم من أنه تأثر بإنسحابات بعض المغاضبين والمعترضين على ترشيحاته في الدوائر الانتخابية،حيث كنا قريبين جدا من الحملة الانتخابية. ولا شك أن هذا الوضع غير المسبوق قد أثر على فرص الحزب الذي يشكل قاطرة لأحزاب الأغلبية.
اتسمت الحملة الانتخابية بالانضباط والانسيابية. وعبر فيهاالمرشحون عن أنفسهم وبرامجهم بحرية في جو عام من الهدوء والإحترام المتبادل بين الفرقاء السياسيين. وينبغي القول إن فضل هذا الجو الديمقراطي المتسامح يعود إلى حد كبير إلى فخامة رئيس الجمهورية الذي عمل على توفيره منذ توليه للسلطة في عام 2019.
ستمكننا نتائج الانتخابات من فرصة تقييم درجة رضا الناخبين فيما يتعلق بإختيارات الأحزاب المقترحة لمختلف المناصب الإنتخابية؛ وهي رسائل واضحة يمكن تقييمها بموضوعية.
وهنا، يجب طرح سؤال مركزي ومهم: لماذا نتج هذا الكم من المغاضبين غير الراضين عن خيارات حزب الإنصاف، بينما نحنعلى أعتاب إنتخابات رئاسية؟ هذا ما أشرت إليه في مقال سابقتم نشره في 22/12/06 على موقع موريتانيا الآن و موقعCridem.
هذا السؤال يملي علينا مصلحة إتباع أساليب فنية من شأنها أن تساعد في الاختيار الأمثل للمرشحين لمختلف الانتخابات في المستقبل. وذلك حتى يعرف كل مرشح، بطريقة واضحة وشفافة، سبب اختياره أو استبعاده. وهذا من شأنه أن يحافظ على تماسك الحزب، ويضمن ولاء معين للقاعدة التي ستعتبره علامة على الإنصاف والعدالة. وهو شعار حزب الإنصاف.
وفي هذا السياق، أعتقد أنه من الضروري إنشاء آليات داخلية تنتج لنا مرشحين على غرار الأحزاب الرئيسية في الديمقراطيات القديمة، ولا سيما أوروبا وأمريكا؛ مع التمييز الإيجابي لقوائم لوائح النساء والشباب.
وهذا ما عملنا عليه خلال الحملة الانتخابية من خلال التعبئة والتوعية والعمل الميداني لدعم كل الخيارات الجيدة للحزب.
وعلى جميع منتسبي الأغلبية الرئاسية إدراك أنه يجب علينا السير خلف قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد والشيخ الغزواني، الذي ترك لكل مسؤول حرية التصرف في إطار مسؤولياته دون تدخل مباشر أو غير مباشر، مما يفرض على الجميع تحمل مسؤولياتهم نجاحا أو إخفاقا.
وفي رسالة موجهة إلى الأحزاب السياسية قبل إطلاق الحملة، أكد فخامته سياسة الإلتزام بالتوافق والتهدئة السياسية ما نصه: “إن ما طبع ساحتنا السياسية طيلة الأعوام الُثلاثة الماضية منالهدوء والإختلاف في ظل الإحترام والتباين في المواقف دون تشنج، كان مني تعهدا والتزاما قطعته على نفسي وبذلت جهودا كبيرة في تحقيقه أولا والمحافظة عليه ثانيا”.
ومع ذلك، لا يمكن القول إن الإنضباط ساد داخل حزب الإنصاف. ومع ذلك، لا يبدو أنه أعاق أو أثر على الحزب تأثيرا كبيرا. بالفعل، حقق حزب الإنصاف نتائج هامة، الجدير بالذكر منها ما حققه في ولايات نواكشوط التسع التي تعتبر من معاقل المعارضة.
وقد حقق الحزب مكاسب مهمة على مستوى المجالس الجهوية، والبلديات، ومقاعد برلمانية في جميع المقاطعات واللوائح الوطنية. كما حصل بعض الأحزاب الأخرى على مقاعد برلمانية وبلدية التي كان من ضمن مرشحيها من لم يتم إختياره خلال قوائم الحزب الحاكم.
يبدو أن القول المأثور “لا يجب أن تضع كل بيضك في سلة واحدة” منطقي هنا. الجانب السلبي فقط، وليس آخرا، ألن يفتح هذا “صندوق باندورا”؟ هذا هو السؤال