خطاب فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمـد ولد الشيخ الغزواني أمام قمة الاتحاد الإفريقي آديس ابابا اتيوبيا
![](https://rimpost.net/wp-content/uploads/2025/02/صورة-واتساب-بتاريخ-1446-08-16-في-10.52.07_a196d654.jpg)
أصحاب الفخامة والمعالي، رؤساء الدول والحكومات؛
- صاحب الفخامة السيد آبي أحمد، رئيس الوزراء لجمهورية أثيوبيا الاتحادية الديمقراطية الأثيوبية،
- معالي السيد موسى فاكي، معالي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي؛
- معالي السيد أنطونيو كوتريش، الأمين العام للأمم المتحدة؛
- فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية،
- معالي السيدة مايا موتلي، رئيسة الوزراء لجمهورية باربادوسا،
- السادة والسيدات رؤساء الوفود؛
- السادة والسيدات السفراء؛
- السادة والسيدات ضيوفنا الكرام؛
أودٌ ابتداءً أن أتوجهَ بجزيلِ الشٌكرِ للحكومةِ والشعبِ الأثيوبيينِ، على ما اتخذوه من إجراءات لتسهيل التنظيم المُحْكمِ لقمتنا هذهِ، وعلى ما أُحطنا به، ونحاطُ به دائما، من عناية فائقة وكرم ضيافةٍ أصيلٍ في هذه المدينة العريقة، موطِنِ ميلادِ مُنظمتِنَا التي تشكلُ التعبيرَ المُؤسسيَ الأسمَى عن طموحات الآباء المؤسسين وتطلعاتِ شعوبِنَا الإفريقيةِ إلى قيام إفريقيا موحدة، آمنة، مستقرة ومزدهرة
كما يطيب لي أن أجدِدَ الشٌكرَ لإخوتي رؤساءِ الدولِ والحكوماتِ الإفريقيةِ، على ما شرفوني به من رئاسة الاتحاد الإفريقي برَسْمِ السنةِ المنصرمةِ، مقدرا لهم ما منحوني إياه من قوي الدعم ودائمِ المساندة خلال تأديتي لهذه المهمة الجليلة. وأتوجه بنفس الشكر الجزيل إلى الأمراء ورؤساء الدول والحكومات والهيئات الدولية الذين حضروا، بدعوة منا، ليشاركونا هذا الحدث السنوي الهام في بداية سنة 2025 التي تؤشر لحقبة تَحْمِلُ الكثيرَ من الشكوك والقلق والتساؤلات.
أصحاب الفخامة والمعالي؛
أيها السادة والسيدات؛
لقد صادف تَشرفنا باستلام الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي ظرفا دوليا وقاريا بالغَ الحساسية والصعوبة، لكنه في الوقت ذاته صادف اعتماد خطتنا العشرية الثانية في سياق تنفيذ أجندة 2063، والتي تمثل الإطارَ العام للخطط التنموية متوسطة المدى للدول الأعضاء، والمجموعات
وفي اعتماد هذه الخطة العشرية دلالة جلية على صلابة إرادتنا المشتركة في تحقيق تطلعات شعوبنا إلى قيام إفريقيا التي نريدها جميعا، مهما كثرت العوائق، ومهما عظمت التحديات، وإنها بحق لعظيمة. وقد كنت أوان تسلمي قيادة الاتحاد على أتم الوعي بحجم المهمة وحساسية الظرف.
فعالمنا اليوم تتصاعد فيه الأزمات المتنوعة، وتتسع فيه فضاءات التنازع، وتتكاثر بؤر التوتر بشكل هز علاقات الدول بعضها ببعض كما هز القيم والمبادئ التي تَأسس عليها النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
فبعد فترة من الهدوء، ومن انتعاش المنظمات الدولية، ومن الإيمانِ بعالمٍ أكثرَ سلامًا، تَصدعتْ المرجعياتُ وتلاشتْ الآمالُ بعضُها تلوَ البعضِ الآخر، وبدأت إعادة صياغة تدريجية للنظام الدولي، بنحو لم تتضح بعدُ معالمُهُ ولا مآلاتُهُ.
ومنذ سنوات لم تتوقف، مع الأسف، إراقةٌ الدماء، ووجد الكثير من الناس أنفسهم في وضع إنساني استعجالي.
وعرف العالم مستوي من العنف والهمجية لم يشهد له نظيرا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي ما تعرضَتْ وتتعرَضُ له فِلسطينُ المحتلةُ أوضحُ مِصداقٍ على ذلك.
ويُعقِدُ هذا المشهدَ الدوليَ العامَ ويزيده قتامةً ما فشا في قارتِنا من حروبٍ ونزاعاتٍ وعنفٍ وتطرفٍ وإرهابٍ.
وإن لهذه الأزمات كلها، القاريِ منها والدولي، تأثيرا سلبيا عميقا على الجهود الإنمائية لقارتنا الإفريقية، التي تتشابك فيها أصلا تحدياتُ جسيمة، من قبيل الفقر والبطالة وضعف المنظومات الصحية والتعليمية، وهشاشة البنية الاقتصادية عموما، ناهيك عن الآثار المدمرة للتغيرات المناخية وتفشي الإرهاب والنزاعات المسلحة، التي تَنسف الأمن والاستقرار، وتفكك الأنسجة الاجتماعية، وتلحق بالغ الضرر بالظروف المعيشية للسكان.
وقد التـــزمنا في خطاب اختتام الدورة 37 لمؤتمر رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الإفريقي، بالعمل بجد على رفع مختلف هذه التحديات.
فعملنا، طِوالَ فترةِ ولايتِنا، في احترام تام لنظم الاتحاد ولتناسق وتناغم مؤسساته وكذلك في انسجام كلي مع
المفوضية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، على مواصلة وتعزيز جهود السلام وحل النزاعات بالطرق التفاوضية السلمية، بِدعْمِنا ، مثلا، الجُهودَ القيمة التي يقوم بها أخي صاحب الفخامة دنيس ساسو انكيسو على رأس لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول لِيبيا، وبالاتصال المنتظم مع أخوينا صاحبي الفخامة بول كاغامي، وفليكس اتشيكسيدي، سعيا منا إلى وقف العنف والنزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك باحتضاننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في 18 دجمبر 2024، أعمال الاجتماع التشاوري الثالث لتعزيز تنسيق مبادرة جهود السلام في السودان، وباستقبالنا الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان يومي 13 و14 يناير 2025 في نواكشوط، للتداول معه حول ضرورة وقف أعمال العنف في السودان وصون سلامة شعبه وحوزته الترابية.
وعلى الرغم من جهود الاتحاد والمجموعات الإقليمية وآحاد الدول الأعضاء، لا يزال قيامُ السلامِ الشامل والمستديم بقارتنا هدفا ينتظر التحقق. وإنني إذ أدعو إلى
إلى تنفيذ القرارات الجريئة التي اتخذتها قمة مالابو الاستثنائية في مايو 2022 لَمُعْتقدٌ حقًا بضرورة مساءلة هيكل السلم والأمن الإفريقي، في اتجاهاتٍ أربعةٍ: التناغُمُ، واستدامة التمويلِ، والتفعيلُ والشمولُ، وكذلك من حيث ملاءمتُهُ لطبيعة التحديات الأمنية الراهنة والتغييرات اللادستورية الطارئة. فمن شأن ذلك أن يتيح لنا فرصةَ استكشافِ أساليبَ أكثرَ نجاعةً في مواجهة تحدي السلام والأمن والاستقرار بإيجاد الآليات المناسبة التي تمكن من الحل السلمي للنزاعات. وهو ما يشكل في الوقت ذاته واجبا أخلاقيا ومسؤولية جماعية.
ونحن في هذا السياق بحاجة لجهود كل منا وجهودنا مجتمعين في هبّةٍ عامة ضمن جُهدٍ جماعيٍ منسقٍ وشاملٍ لرفع هذا التحدي.
أصحاب الفخامة والمعالي؛
أيها السادة والسيدات؛
لقد أولينا بالغ العناية للأجندة التنموية طوال مأموريتنا بسعينا المستمر لحشد المزيد من التمويلات لتلبية
الحاجات التنموية القارية المتعاظمة، وذلك من خلال تنظيمنا أو مشاركتنا في العديد من القمم.
فقد نظمنا مع أخينا صاحب الفخامة السيد ويليام صمويل روتو، في إبريل 2024، قمة نيروبي لدعم دورة التمويل الحادية والعشرين للمؤسسة الدولية للتنمية، وعززنا عملية الدعم هذه مع أخينا صاحب الفخامة الحسن واتارا أثناء القمة الاقتصادية رفيعة المستوى، التي انعقدت بأبيدجان أكتوبر 2024 ومَثلت لحظة هامة في عملية التجديد الحادي والعشرين لموارد هذه المؤسسة.
وقد أسفرت جهود الدعم والمناصرة هذه عن تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية بمستوى غير مسبوق وصل 100 مليار دولار.
كما شاركنا في أعمال القمة الأفريقية – الكورية، وحصلنا خلالها على زيادة كبيرة في الأموال الكورية الموجهة نحو المساعدة الإنمائية في أفريقيا، والتي ارتفع حجمها من 5.5 مليار دولار إلى 10 مليار دولار علاوة على مبلغ 14 مليار دولار مخصصة لتمويل الصادرات، دعما للشركات المستثمرة في قارتنا. ينضاف لذلك ما أسفرت عنه النسخة
الرابعة من قمة التعاون الصيني – الإفريقي على مستوى الرؤساء، من إعلان تخصيص جمهورية الصين الشعبية 50 مليار دولار لدفع عجلة التنمية في قارتنا.
وبالموازاة مع الجهد المبذول في سبيل تعبئة الموارد، حرصنا خلال مشاركتنا في قمة مجموعة السبع بإيطاليا، في يونيو، وقمة مجموعة ابريكس في روسيا الاتحادية أكتوبر 2024، وقمة مجموعة العشرين G20 في البرازيل نوفمبر 2024، وغيرها من المحافل الأخرى، على تأكيد ضرورة حل مشكل المديونية التي تعيق بقوة جهودنا التنموية، وعلى مراجعة نظام المساعدة العمومية الإنمائية، القائم، لقصوره عن تحقيق الأهداف المبتغاة منه، مطالبين باستحداث ميثاق جديد لتمويل التنمية، يكون أكثرَ مرونةً واستدامةً ويضمن للدول الأقل نموا نفاذا سلسا، ومنصفا لتمويلات تناسب أولوياتها. كما دأبنا على المطالبة بتحسين تمثيل القارة في المؤسسات المالية المتعددة الأطراف، لضمان مراعاة حاجاتها الإنمائية الملحة في الأجندة الدولية.
وإن الغاية من العمل على تعبئة الموارد هي في الأساس دفع عجلة التنمية لتعزيز قدرة قارتنا على تحويل إمكاناتها ومواردها الهائلة إلى تنمية مستديمة فعلية ترفع التحديات التي تواجهها والتي عمقتها الأزمات الاقتصادية والأمنية والصحية والمناخية.
وفي هذا السياق، وعملا بما تقرر من اتخاذ:» بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعليم الشامل والمستمر والجيد والملائم في إفريقيا«، شعارا للقمة برسم السنة المنصرمة، نظمنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبالتعاون مع لجنة الاتحاد الإفريقي، مؤتمرا قاريا حول التهذيب والشباب وقابلية التشغيل في دجمبر الماضي بنواكشوط. وكان الهدف من دمج التعليم والشباب وقابلية التشغيل في إشكالية واحدة: التركيز على فئة تشكل ثُلثيْ سكانِ القارةِ، فئة الشباب المعرضة لمخاطر البطالة والعنف والتطرف والانحراف وللهجرة غير النظامية كما لهجرة الأدمغة.
وإنني لأدعو القمة لاعتماد إعلان نواكشوط بما يرسمه من آفاق لتعليم يكون دعامة تنموية مستدامة، ورافدا قويا
للأمن والاستقرار وخلق فرص العمل الملائمة، تقليصا لدوائر البطالة، والفقر، والهشاشة.
وكما يحتاج الشباب الإفريقي إلى نظام تعليمي وتكويني فعال، فإنه يحتاج كذلك مثل كل مواطن إفريقي عموما، إلى منظومات صحية تؤمن نفاذا شاملا لخدمات صحية جيدة وتكون قادرة على الصمود في وجه الجوائح والصدمات الصحية الطارئة، كالتي شهدتها القارة مؤخرا: مثل جدري القردة وماربورغ(Marburg) والكوليرا.
وأود في هذا المقام التنويه بالإدارة الاستباقية التي واجه بها المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا ما استجد مؤخرا من صدمات صحية مفاجئة، مهنئا الدكتور جان كاسيا (Jean Kaseya) وفريقَه على العمل الرائع الذي يقومون به في هذا الإطار
وسأتشرف اليوم أمامكم بتقديم تقرير مفصل بهذا الخصوص بحول الله وقوته.
أصحاب الفخامة والمعالي؛
أيها السادة والسيدات؛
انسجاما مع إعلان دكار حول السيادة الغذائية ومع الوثيقة المنبثقة عن قمة إفريقيا والولايات المتحدة، نظمنا قمتين استثنائيتين في سبيل تعزيز المنظومات الزراعية؛ انعقدت أولاهما في نيروبي، في مايو 2024، وتعلقت بصحة التربة والأسمدة، والثانية في يناير 2025 بكامبالا، خصصت لبناء أنظمة زراعية غذائية مرنة ومستدامة في أفريقيا، واعْتُمدت خلالها استراتيجية وخطة عمل التنمية الزراعية الشاملة في إفريقيا للفترة 2026-2035.
وإنني لأوصي القمة بتبني إعلان كامبالا بمكونتيه: الاستراتيجية، وخطة العمل، وكذلك إعلان نيروبي بشأن الأسمدة وصحة التُربة لصالح الإنتاج الغذائي المستدام، وتحفيز الاستثمار وبناء زراعة صناعية.
ومعلوم أن النهوض بقطاع إنتاجي كالزراعة، خاصة في البعد الصناعي منه، يستلزم توفر طاقة نظيفة بالكمية الكافية وبالتكلفة الملائمة.
وسعيا إلى تحقيق هذا الهدف نظمنا في دار السلام مع أختنا صاحبة الفخامة سامية صولوحو، وبالتنسيق مع مجموعتي البنك الإفريقي للتنمية و البنك الدولي ، في يناير المنصرم، القمة الإفريقية حول الطاقة “المهمة 300” من أجل ضمان النفاذ إلى الكهرباء لصالح 300 مليون مواطن إفريقي في جنوب الصحراء.
وقد تم خلال القمة عرض التعهدات الطاقوية الوطنية للعديد من الدول الإفريقية. وإنني لحريص في هذا الإطار على تقديم التهنئة والشكر الجزيل لرئيس البنك الإفريقي للتنمية السيد أكينويمي أديسينا (Akinwumi Adesina) ، وكذلك لرئيس مجموعة البنك الدولي السيد أدجاي بانغا (Ajay Banga) ، على ما حرصا عليه من توحيد الجهود في إطار هذه الشراكة الطموحة وكذلك على ما دأبا عليه من دعم ومؤازرة الجهد التنموي الإفريقي
ثم إن للطاقة دورا أساسًا في التحديات البيئية التي تُلحقُ بالغَ الضررِ بمجتمعاتنا الإفريقية على الرغم من ضآلة مساهمتنا في الاحتباس الحراري، وحجم جهودنا الكبيرة في إحراز تحول طاقوي تدريجي وعادل.
ولذا ركزنا باسمكم جميعا، خلال الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 29)، المنعقد في باكو، نوفمبر 2024، على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليتَه ولزوم دعمه لقدرتنا على مواجهة الآثار الهدامة للتغيرات المناخية.
أصحاب الفخامة والمعالي؛
أيها السادة والسيدات؛
إن تحقيق أهداف خطة العمل الثانية لتنفيذ أجندة 2063، يرتبط كثيرا بقوة وعمق التنسيق ما بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية.
ولذا ركزنا خلال اجتماع التنسيق نصف السنوي بآكرا، يوليو 2024، على ضرورة دمج الخطط الوطنية في البرامج
القارية توطيدا لتكامل القارة وتعزيزا لوحدة صوتها دوليا. ووحدة الصوت هذه، هي ما سَيُمكنها من أن تتبوأ المكانة التي تسمح لها بالإسهام الفعال في صياغة جداول الأعمال الدولية على نحو يجعلها أكثر تركيزا على قضايانا الإفريقية الحساسة.
ولذا دافعنا في كل المحافل، عن حق القارة في التمثيل المناسب في مجلس الأمن وفي المؤسسات المالية المتعددة الأطراف، وعن ضرورة إعادة صياغة قواعد الحكامة الدولية، وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف، وقد لاقت جهود المناصرةِ هذه أصداء إيجابية والتزامات صريحة بالعمل بمقتضاها في مختلف القمم والمؤتمرات.
غير أن النجاعة في متابعة هذه الالتزامات، بل وفي العمل الإفريقي المشترك عموما، تقتضي مواصلة الإصلاح الهيكلي لمنظمتنا.
وأنتم تعلمون جميعا ما أثارته قضية تنفيذ الإصلاح الهيكلي من تساؤلات بين الدول الأعضاء بخصوص مسائل كثيرة من قبيل تطبيق مبدأ التناوب وتاريخ دخوله حيز التنفيذ وتوزيع المرشحين للمناصب التنفيذية وغيرها.
ونظراً لخطورة وإلحاح الوضع، عقدنا دورة استثنائية للمجلس التنفيذي في مارس 2024، اتُخِذَ خِلالها قرارٌ يحدد بشكل دقيق كيفية تطبيق مبدأ التناوب وتحديد المناطق المؤهلة لوظائف القيادة المختلفة، ضمانا للتناوب العادل والمتوازن بين المناطق.
وانسجاما مع هذا النّفَسِ الإصلاحي عملنا على ملف مراجعة المهارات وتقييم القدرات داخل مفوضية الاتحاد الأفريقي.
فتم تنظيم اجتماع استثنائي آخر للمجلس التنفيذي شهر نوفمبر 2024 لاتخاذ القرار بشأن أفضل السبل لإتمام هذه العملية، وبعد مداولات مستفيضة، اعتمد المجلس قراراً يوفر حلاً لهذه القضية ويضع خارطة طريق واضحة لاستكمال هذه العملية.
أصحاب الفخامة والمعالي؛
أيها السادة والسيدات؛
لقد أكدت في خطاب تسلمي للرئاسة على أن تجاوز العوائق ورفع التحديات لا يكون إلا » بالاتحاد وصهر الجهود الذي تستوجبه قيمنا المشتركة ويمليه إدراكنا لوحدة
المصير ويقضي به حجم الرهان ويستلزمه سمو الغاية التي نسعى إليها. «
وإنني لأجدد التأكيد على ذات الأمرِ وأنا أسلم اليوم الرئاسة لأخي صاحب الفخامة جواو لورينسو متمنيا له التوفيق والنجاح في المهمة الجسيمة التي أوكلت إلى فخامته، معربا عن دائم استعدادي لدعمه ومؤازرته.
ولا يفوتني، هنا، أن أعرب عن عظيم تقديري لأخي موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، مشيدا بخصاله القيادية، وشاكرا له دعمَهُ الدائم ومساندته القيمة طيلة هذه المأمورية ومتوجها بذات الشكر والتقدير لكافة أفراد المفوضية ومختلف أجهزة الاتحاد.
أنا مُعتز وفخور لما أتيح لي خلال هذه المأمورية من خدمة قارتنا الإفريقية وحمل صوتها والدفاع عنها في كل المنابر والمحافل.
وإنني أختم هذه المأمورية، وأنا أعمقُ إيمانا بقدرة قارتنا الإفريقية على تحقيق أهداف أجندة 2063، وأقوى عزما وإرادة على المشاركة الفعالة في ذلك.
وإذ أجدد التهنئة لأخي صاحب الفخامة جواو لورينسو، لأرجو له ولأعمال قمتنا هذه كل التوفيق والنجاح.
عاش الاتحاد الإفريقي، وعاشت إفريقيا حرة شامخة ومزدهرة.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.